روي عن عبد الواحد بن زيد أنه : خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام فصحبني رجل في الطريق كان لا يقو م لا يقعد ، و لا يجيئ ، ولا يذهب ، ولا يشرب ، ولا يتطهر ، ولا ينام ،ولا يتصرف في شئ إلا أكثر من الصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ، فسألته عن ذلك فقال : أحدثك بعجب عجيب ، خرجت مرة إلى مكة معي والدي فنزلنا في موضع من منازل الطريق فنمت فإذا أنا بهاتف يهتف في منامي وهو يقول : يا فلان قم أمات الله والدك وقد سود الله وجهه ، فانتبهت فزعا مرعوبا مما أنا سمعته إذا بأبي راقدا و قد غطي وجهه ، فكشفت الثوب عن وجهه فإذا به ميت و وجهه أسود ، فاشتد حزني لذلك وتحيرت في أمره فغلب علي النوم فإذا أنا بأربعة سودان عند رأسه ، و أربعة عند رجليه بأيديهم أعمدة من حديد من النار وهم يريدون عذابه ، فبينما أنا أنظر فيما يكون من أمر والدي مع الأسودان و إذا برجل قد جاء فأشرق من نوره وجهه الموضع كله الذي كنا فيه، وأقبل على الأسودان فانتهرهم وقال :تنحوعنه،فتنحى الأسودان عنه من ساعتهم وغابوا عن عيني فلم أرهم ، ثم أقبل على أبي فمسح التراب بيده عن وجهه إذا هو أشد بياضا من الثلج ، و النور قد علا وجهه ثم أقبل علي فقال لي : بيض الله وجه أبيك وزال عنه السواد ،فقلت له من أنت فجزاك الله عنه خيرا ، قال أنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) رسول الله فقلت له يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ما كان السبب لمجيئك إليه ؟ فقال (صلى الله عليه وسلم ) أما و الدك فكان مسرفا على نفسه غير أنه كان يكثر من الصلاة علي ، فلما نزل اما نزل من العذاب استغاث بي وأنا غياث لمن أكثر من الصلاة علي ، فقمت من نومي فكشفت عن وجه أبي فإذا به هو قد إبيض فأخذت في أمره وشرعت في دفنه فما تركت الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم ) بعد ذلك .
فإذا كانت الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم ) تورث تنوير الوجه بعد الممات ، فأولى أن تورث تنوير القلوب في الحياة !!
**********
*********
صلوا على نور تزايد فخره يعلو على الأنوار و الألبلب
محمد زين الخلق شرقا و مغربا و خير شفيع ناطق بصواب
و خير حبيب للأله نبينا و خير رسول عامل بكتاب
أتى الخلق والأصنام تعبد جهرة و بوأهم إبليس شر مآب
فأنقذ بالنور البهي عباده و بوأهم بالدين حسن مآب
فصلوا على خير الخلائق كلهم لتستوجبوا يا قوم خير ثواب
{ اللهم صلي على محمد الهادي الصادق الوعد الأمين وعلى من أتبعه بأحسان إلى يوم الدين }
وجزاكم الله الخير على حسن المطالعة وجعل الله هذه القصة بوابة خير لي ولكم