أعظم العظماء محمد ( صلى الله عليه وسلم )
من البراهين الدالة القوية على نبوة سيدنا محمد وعلى أنه أعظم عظماء التاريخ ذلك الإصلاح الذي
حققه وحده في جزيرة العرب في سنين قلائل والذي لا يمكن أن يحققه غيره إلا في خلال عقود من
السنين وعقب تطورات متتالية . من ذلك توحيده الأمة العربية وإقراره المساواة بين أفرادها بعد أن
كانت متناحرة لأوهى الأسباب وقضاؤه على وثنية كانت متوارثة آماد طويلة وإحلال مكانها ديناً سماوياً
يحتوي على وحدانية الخالق وعلى تشريع ينظم حياة الإنسان مع ربه ومع مجتمعه محرراً الإنسان
من رواسب الجهل والفوضى والخرافات محققاً بذلك المجتمع المثالي الذي تخيله الفلاسفة.
إن عملاً واحداً من هذه الأعمال المجيدة لو تحقق على يد رجل واحد لاستحق أعظم الألقاب ولأصبح
من الخالدين في التاريخ، فما بالك بهذه الأعمال جميعها التي تحققت على يد محمد صلى الله عليه سلم .
إن أعظم الرجال لم يعدوا أن شهروا السلاح وحركوا القوانين وأنشأوا الممالك، إنهم لم يؤسسوا
(هذا عندما أسسوا شيئاً ) سوى دولة مادية انقرضت أحياناً قبل زوالهم هم أنفسهم عن مسرح الوجود
، أما محمد سيد الأولين والآخرين فقد هز المشاعر ، وحرك الشرائع والممالك والشعوب والعروش
وملايين من الناس في ثلث الكرة الأرضية المأهول وفوق ذلك زعزع أركان هياكل وآلهة وأديان
وأفكار ومعتقدات وحرك نفوساً ، لقد أقام على أساس ( كتاب ) أصبح كل حرف منه قانوناً ،
أمة ضمت شعوباً من كل لغة وعرق . إن معجزته تكمن في تمكنه من كسب ثلث الكرة الأرضية
تحت لواء عقيدته ، وهي لم تكن معجزة الإنسان إنما كانت معجزة الفكر .
إن فكرة وحدانية الله تعالى كانت في جوهرها القضاء على جميع هياكل الوثنية والأوثان فأشرق بنور
ذلك الجوهر الخيِّر على ثلث العالم .الفيلسوف/الخطيب/المشّرع/المحارب/باعث الأفكار، موجد العقيدة
الصحيحة القائمة على العقل لعبادة لا تعرف الصُوَر المؤسس لعشرات الممالك الأرضية ولأمبراطورية
روحية واحدة ذلك هو محمد البشير والنذير .فلو نظرنا في جميع المقاييس التي تعتبر أساساً للعظمة
الإنسانية ،فأيُّ إنسان نجده كان أعظم من محمد؟